ما هو الشيلاجيت (Shilajit) وما هي فوائده وأضراره؟

الشيلاجيت هو مادة لزجة تشبه القطران، ذات لون بني غامق إلى أسود، توجد بشكل طبيعي في سلاسل الجبال الصخرية حول العالم، وخاصة في جبال الهيمالايا وجبال التبت وجبال الأورال والقوقاز. يتكون الشيلاجيت على مدى آلاف السنين من التحلل البطيء للنباتات والمواد العضوية تحت ضغط الصخور.
يعتبر عنصرًا أساسيًا في طب الأيورفيدا (الطب التقليدي الهندي) منذ آلاف السنين، حيث كان يُعرف باسم “مدمر الضعف” و “منقذ الحياة”.
التركيب الكيميائي
يعد الشيلاجيت معقدًا جدًا من الناحية الغذائية ويحتوي على أكثر من 85 معدنًا وأيونًا أساسيًا بشكل شبه كامل. تشمل مكوناته الرئيسية:
- حمض الفولفيك (Fulvic Acid): يعتبر المكون النشط الأكثر أهمية في الشيلاجيت. يساعد في نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا وإزالة السموم منها.
- حمض الهيوميك (Humic Acid): فوائد صحية.
- المعادن: الحديد، الكالسيوم، النحاس، الزنك، المغنيسيوم، المنغنيز، وغيرها.
- العناصر النادرة.
- مركبات أخرى: ديبنز-ألفا-بايرون (Dibenzo-alpha-pyrones)، والأحماض الأمينية، والمركبات المضادة للأكسدة.
قائمة العناصر النادرة في الشيلاجيت
يحتوي الشيلاجيت على أكثر من 85 معدنًا وأيونًا، وفيما يلي أهم العناصر النادرة الموجودة فيه:
- السيلينيوم (Selenium):
- مضاد قوي للأكسدة، ضروري لوظيفة الغدة الدرقية، ويعزز صحة الجهاز المناعي.
- الزنك (Zinc):
- حيوي لعمل الجهاز المناعي، التئام الجروح، تصنيع البروتينات، وإنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون.
- النحاس (Copper):
- يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على صحة الأعصاب، ودعم وظيفة الجهاز المناعي.
- المنغنيز (Manganese):
- أساسي لصحة العظام، عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم السكر في الدم، وهو عامل مساعد للعديد من الإنزيمات.
- الكروم (Chromium):
- يعزز عمل هرمون الأنسولين ويساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.
- الموليبدينوم (Molybdenum):
- يساعد الجسم على التخلص من السموم ويعمل كعامل مساعد للإنزيمات المهمة.
- الكوبالت (Cobalt):
- مكون أساسي في فيتامين B12، وهو ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء وصحة الجهاز العصبي.
- البورون (Boron):
- يدعم صحة العظام والمفاصل، ويرتبط بزيادة مستويات هرمون التستوستيرون.
- الليثيوم (Lithium):
- (بجرعات ضئيلة): قد يلعب دورًا في دعم الصحة العصبية والمزاج.
- اليود (Iodine):
- ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تنظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
- الفلوريد (Fluoride) (بكميات قليلة):
- يدعم صحة الأسنان والعظام.
- الزرنيخ (Arsenic) (بكميات ضئيلة جدًا وغير سامة):
- ملحوظة مهمة: قد يكون موجودًا بكميات ضئيلة، ولكن الشيلاجيت عالي الجودة والمنقى يزيل أي كميات زائدة أو ضارة.
- القصدير (Tin)
- الروديوم (Rhodium)
- وغيرها الكثير مثل الفاناديوم، والأنتيمون، والتيلوريوم.
لماذا يعتبر هذا التنوع مهمًا؟
تكمن قوة الشيلاجيت في تآزر (Synergy) هذه المعادن مع بعضها البعض، وخاصة في وجود حمض الفولفيك. حمض الفولفيك يعمل كـ “ناقل ذكي”، حيث:
- يسهل امتصاص هذه المعادن عبر جدران الخلايا.
- يربط المعادن بشكل عضوي يجعلها أكثر توفرًا حيويًا (Bioavailable) للجسم مقارنة بتناول المعادن منفردة.
الفوائد الصحية المنسوبة للشيلاجيت
هناك العديد من الادعاءات الصحية حول الشيلاجيت، بعضها مدعوم بأبحاث علمية أولية والكثير منها قائم على الخبرة التقليدية. من أهم هذه الفوائد:
- مصدر غني بالمعادن والعناصر الغذائية: يوفر مجموعة واسعة من المعادن التي يحتاجها الجسم لوظائفه الحيوية.
- تعزيز الطاقة ومكافحة التعب: يساعد حمض الفولفيك في تحسين إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم (الميتوكوندريا)، مما يقلل الشعور بالإرهاق ويزيد القدرة على التحمل.
- الوظيفة الإدراكية: تشير بعض الدراسات إلى أن الشيلاجيت قد يساعد في تحسين الذاكرة والتركيز، ويُعتقد أنه قد يلعب دورًا في الوقاية من مرض الزهايمر بسبب تأثيره المضاد للأكسدة.
- مضاد للالتهابات والأكسدة: يحتوي على مركبات تساعد في مكافحة الالتهابات وتلف الخلايا الناتج عن الجذور الحرة.
- تعزيز الصحة الجنسية وعلاج العقم عند الذكور: من أشهر استخداماته التقليدية. أظهرت بعض الدراسات أنه يمكن أن يزيد من عدد الحيوانات المنوية وحركتها، ويرفع مستويات هرمون التستوستيرون.
- التكيف مع الإجهاد (Adaptogen): يُصنف الشيلاجيت كمادة “مُكَيّفة” (Adaptogen)، أي أنها تساعد الجسم على التكيف مع الضغوط الجسدية والعقلية واستعادة التوازن.
- إزالة السموم: يساعد حمض الفولفيك على طلب وتخلص من المعادن الثقيلة والسموم من الجسم.
- صحة القلب والأوعية الدموية: قد يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.
طريقة الاستخدام
عادةً ما يُباع الشيلاجيت على شكل مسحوق خام أو مادة لزجة نقية أو في كبسولات.
يستخدم الشيلاجيت كدواء عادة في الطب الشعبي والبديل.
- الجرعة النموذجية: تتراوح بين 300 إلى 500 ملغ يوميًا، ولكن يُنصح دائمًا باتباع تعليمات الشركة المصنعة أو استشارة الطبيب.
- طريقة الاستخدام الشائعة: يتم إذابة كمية صغيرة بحجم حبة البازلاء من الشيلاجيت اللزج أو مسحوق الشيلاجيت في كوب من الحليب الدافئ أو الماء وشربه.
تحذير مهم بشأن النقاء
بسبب مصدره الطبيعي، قد يحتوي الشيلاجيت الخام غير المنقى على مستويات عالية من المعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص (Lead) والزرنيخ (Arsenic) والزئبق (Mercury) بكميات ضارة.
التحذيرات والمخاطر
- النقاء: الشيلاجيت الخام غير المُنقى قد يحتوي على شوائب مثل المعادن الثقيلة (الرصاص، الزئبق، الزرنيخ) أو الفطريات. لذلك، من الضروري شراؤه من مصدر موثوق وضمان أنه قد خضع لعمليات تنقية.
- الآثار الجانبية: قد يسبب لدى بعض الأشخاص آثارًا جانبية مثل الطفح الجلدي، الدوخة، أو تسارع ضربات القلب.
- التفاعلات الدوائية: قد يتفاعل الشيلاجيت مع بعض الأدوية، خاصة أدوية السكري وأدوية ضغط الدم.
من يجب أن يتجنب الشيلاجيت:
- الأشخاص المصابون بداء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis) أو أي حالة تؤدي إلى فرط الحديد.
- النساء الحوامل أو المرضعات (بسبب عدم وجود أبحاث كافية).
- الأشخاص الذين يعانون من النقرس.
- الأشخاص الذين سيخضعون لعمليات جراحية.
الخلاصة
الشيلاجيت هو مكمل طبيعي غني بالمعادن والعناصر الغذائية، وخاصة حمض الفولفيك، وله تاريخ طويل في الطب التقليدي. بينما تظهر الأبحاث العلمية الحديثة نتائج واعدة حول فوائده المحتملة في تعزيز الطاقة والوظيفة الإدراكية والصحة الجنسية، إلا أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات السريرية واسعة النطاق لتأكيد هذه الفوائد وفهم آليات عملها بالكامل.
استشارة الطبيب
نصيحة مهمة: قبل البدء في تناول الشيلاجيت أو أي مكمل عشبي آخر، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب للتأكد من أنه آمن لحالتك الصحية ولمنع أي تفاعلات دوائية محتملة.


